فصل: عزل أبي علي بن سيجور عن خراسان وولاية سبكتكين.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.عزل أبي علي بن سيجور عن خراسان وولاية سبكتكين.

ولما اجتمع أبو علي بن سيجور وفائق على منافرة الأمير نوح وعصيانه كتب الأمير نوح إلى سبكتكين وكان أميرا على غزنة ونواحيها يستقدمه لنصره منهما وإنجاده عليهما وولاه خراسان وكان سبكتكين في شغل عن أمرهم بما هو فيه من الجهاد مع كفار الهند فما جاءه كتاب نوح ورسوله بادر إليه وتلقى أمره في ذلك وعاد إلى غزنة فجمع العساكر وبلغ الخبر أبا علي وفائقا فبعثا إلى فخر الدولة بن بويه يستنجدانه واستعانا في ذلك بوزيره الصاحب بن عباد فبعث إليهما مددا من العساكر ثم سار سبكتكين وابنه محمود نحو خراسان سنة أربع وثمانين وثلثمائة وسار الأمير نوح واجتمعوا ولقوا أبا علي وفائقا بنواحي هراة وكان معهما دارا بن قابوس بن وشمكير فنزع إلى الأمير نوح وانهزم أصحاب أبي علي وفائق وفتك فيهم أصحاب سبكتكين واتبعوهم إلى نيسابور فلحقا بجرجان وتلقاهما فجر الدولة بالهدايا والتحف والأموال وأنزلهما بجرجان واستولى نوح على نيسابور واستعمل عليها وعلى جيوش خراسان محمود بن سبكتكين ولقبه سيف الدولة ولقب أباه سبكتكين ناصر الدولة وعاد نوح إلى بخارى وترك سبكتكين بهراة ومحمود بنيسابور.

.عود ابن سيجور إلى خراسان.

لما افترق نوح وسبكتكين طمع أبو علي وفائق في خراسان فسار عن جرجان إلى نيسابور في ربيع سنة خمس وثمانين وثلثمائة وبرز محمود للقائهما بظاهر نيسابور وأعجلوه عن وصول المدد من أبيه سبكتكين وكان في قلة وانهزم إلى أبيه وغنموا اسواده وأقام أبو علي بنيسابور وكان الأمير نوح يستميله ويتلطف في العذر مما كان سبكتكين فلم يجيباه إلى ما طلب.

.ظهور سبكتكين وابنه محمود على أبي علي وفائق ومقتل أبي علي.

ولما دخل أبو على نيسابور وانهزم عنها محمود جمع سبكتكين العساكر وسار إليه فالتقوا بطوس وجاء محمود على أثره مددا فانهزم هو وفائق إلى أبيورد فاتبعهما سبكتكين بعد أن استخلف ابنه محمودا بنيسابور فلحقا بمرو ثم آمل الشط وكتبا إلى الأمير نوح يستعطفانه فشرط على أبي علي أن ينزل بالجرجانية ويفارق فائقا ففعل ونزل قريبا من خوارزم بالجرجانية فأكرمه أبو عبد الله خوارزم شاه وسكن إليه وبعث من ليلته من جاء به واعتقله وأعيان أصحابه وبلغ الخبر إلى مأمون بن محمد صاحب الجرجانية فاستعظم ذلك وسار بعساكره إلى خوارزم شاه وافتتح مدينته وتسمى كاش عنوة وخلص أبا علي من محبسه وعاد إلى الجرجانية واستخلف بعض أصحابه على بلاد خوارزم ولما عاد إلى الجرجانية أخرج خوارزم شاه وقتله بين يدي أبي علي بن سيجور وكتب إلى الأمير نوح يشفع في أبي علي فشفعه واستدعى أبا علي إلى بخارى فسار إليها وأمر الأمراء والعساكر بتلقيه فلما دخل عليه أمر بحبسه وشف سبكتكين فيه فهرب ولحق بفخر الدولة وأقام عنده وأما فائق فما فارقه أبو علي كما شرط عليه الأمير نوح سار إلى إيلك خان ملك الترك بكاشغر فأكرمه وكتب إلى نوح يشفع فيه فقبل شفاعته وولاه عليها وأقام بها.

.وفاة الأمير نوح وولاية ابنه منصور وولاية بكثرزون على خراسان.

ثم توفي الأمير نوح بن منصور منتصف سبع وثمانين وثلثمائة لإحدى وعشرين سنة من ملكه وانتقض بموته ملك بني سامان وصار إلى الإنحلال ولما توفي قام بالملك بعده ابنه أبو الحرث منصور وتابعه أهل الدولة واتفقوا على طاعته وقام بتدبير دولته بكثرزون واستوزر أبا طاهر محمد بن إبراهيم وبلغ خبر وفاة نوح إلى إيلك خان فطمع في ملكهم وسار إلى سمرقند وبعث من هنالك فائقا والخاصة إلى بخارى فاضطرب منصور وهرب عن بخارى وقطع النهر ودخل فائق بخارى واعلم الناس أنه إنما جاء لخدمة الأمير منصور فبعث مشايخ بخارى بذلك إلى منصور ودخل واستقدموه بعد أن أخذوا له مواثيق العهد من فائق فاطمأن وعاد إلى بخارى وأقام فائق بتدبير أمره وتحكم في دولته وأبعد بكثرزون إلى خراسان أميرا وقد كان سبكتكين توفي في شعبان من هذه السنة ووقعت الفتنة بين ابنيه إسمعيل ومحمود فقدم بكثرزون أيام فتنتهما واستولى على خراسان.

.عود أبي القاسم بن سيجور إلى خراسان وخيبته.

قد ذكرنا مسير بكثرزون إلى خراسان عند مفره أيام محمود بن سبكتكين من خراسان وأقام عند فخر الدولة وعند أبيه مجد الدولة واجتمع عنده أصحاب أبيه وكتب إليه فائق من بخارى يغريه ببكثرزون ويأمره بقصد خراسان ويخرج بكثرزون منها فسار عن جرجان إلى نيسابور وبعث جيشا إلى أسفراين فملكوها من يد أصحاب بكثرزون ثم تردد السفراء بينهما ووقع الصلح والصهر وعاد بكثرزون إلى نيسابور.